.comment-link {margin-left:.6em;}

Monday, September 25, 2006

المهرطق والصليب

(ترجمة لمداخلة لي على مدونتي الإنكليزية، أمارجي، قام بها أحد أعضاء فريق ثروة، الذي قام بترجمة جزءاً من الردود الهامة أيضاً. وهذه الأولى من سلسلة من المداخلات التي سيتك ترجمتها تباعاً من الآن فصاعداً. وطبعاً سأستمر في كتابة مداخلات خاصة بالموقع العربي بين الحين والآخر).ـ

على مرّ التاريخ وفي محاولتنا المستمرة كجنس بشري لأن نفعل ما هو صحيح وبطولي، غالباً ما ننتهي إلى فعل ما هو خاطئ تماماً وغبيّ غباءً فاضحاً، ذلك أننا غالباً ما نخلط بين ما هو مثير حسياً وما هو صحيح، ما هو أناني محض وما يندرج ضمن الخير العام. ولكي نتلافى مثل هذا المطب المؤسف، علينا ألا نكفّ عن تذكير أنفسنا بأنّ فعل الشيء الصحيح غالباً ما يكون جريمة يُعَاقَب عليها، بالمعنى المجتمعي على الأقل إن لم يكن بالمعنى القانوني الدقيق، أكثر مما يكون فعلاً بطولياً يُحتَفى به، وأنَّ التضحية والعطاء غالباً ما يُفسّرا على أنهما غباء وضعف، والإنسان الذي يبذل ما عنده بسخاء غالباً ما يقع ضحية ميله إلى فعل الخير.ـ

ولذلك، إن لم يكن بمقدورنا أن نعمل الخير من أجل الخير، فسوف نظلّ بائسين إلى الأبد، إذ أن انتظار المكافآت الأخيرة يمكن أن يستغرق حيواتنا بكاملها. وإلا، فسوف نزلّ بسهولة باتجاه فعل ما هو أناني محض، بصرف النظر عن نوايانا الأصلية. فالخير ينبغي أن يكون على الدوام جائزة ذاته ومكافأتها، والبطولة غالباً ما ينبغي النظر إليها من منظور الانتصارات اليومية التي يمكن للمرء أن يحققها على غرائزه الدنيا وإغراءات العيش اليومي المزمنة في عصر الاستهلاك المطبق. وإذا ما كان للخلاص أن يظهر أيما ظهور في حياتنا، وإذا ما كان حقاً جزءاً لا يتجزأ منها، فإن علينا أن نعلم أنه لن يُنْفَخ لقدومه ذلك الصور السماوي، بل سيزحف إلينا ذلك الزحف المسالم الرفيق، ولن يكون قطّ ذلك الشيء المجيد الذي نحسبه أو نتمنّى أن يكون عليه. فالبطولة غالباً ما تكون خافتة وفاقدة البريق، والأبطال أناس عاديين يمكن أن نصادفهم كل يوم، في كل مكان من حولنا، دون أن يحملوا أيّ أمارات تميّزهم عن سواهم سوى طيبتهم، هذا إن كنا لا نزال نريد رؤيتها، ولم تزدد كلبيتنا وشعورنا باليأس واللاجدوى حيال الوجود الفعلي لهذه الطيبة بيننا إلى درجة مفرطة.ـ

وأرواح هؤلاء الأبطال غالباً ما تكون مثقلة بالخطأ بل وبإحساس الهزيمة، على الرغم من كل ما حققوه من انتصارات يومية. ذلك أن كلّ إخفاق هو، بالنسبة لهم، إخفاق مفرط الجسامة وثمن معظم الانتصارات هو غالباً ثمن فادح. وما أُنجز يظلّ مقصّراً على الدوام عن أشدّ توقعاتهم تواضعاً. ذلك هو ثمن امتلاك ضمير حيّ، كما أحسب، وثمن المكابدة في تعلّم الإصغاء لهذا الضمير بكل ما أُوتي المرء من قدرة. وهذا أيضاً هو الثمن الطبيعي لامتلاك دافع فطري يدفع صوب الإنجاز وصوب السعي وراء اجتراح ضرب من التوازن بين نداءات هذا الإنجاز وما يمليه ضمير المرء. وقد يبدو الأبطال لنا كأنهم قديسون، لكنهم يبقون خطاة في أعين أنفسهم. وهذا ما ينبغي أن يكون، وإلا لأصيبوا بجنون العظمة وأبطلوا أثر كلّ ما قاموا به من أفعال الخير.ـ

هل يبدو ذلك كلّه نوعاً من الادّعاء الزائد من قِبَلي؟ لعلّه أن يكون كذلك. ولكن، من الذي لا يضمر في داخله مثل هذه الادعاءات الخيّرة؟ فنحن نحتاج مثل هذه الادعاءات كيما نواصل الإيمان بأنفسنا وبقدرتنا على تمييز الصواب من الخطأ وفعل بعض الخير في هذا العالم. صحيحٌ أنَّ مثل هذه الادعاءات قد تكون مفرطة قليلاً في حالتي، مع أنني لم أنكر قط نصيبي من عقدة المخلّص. غير أنني لم أستخدم هذه العقدة قطّ كتبرير لتجاهل إمكانية أن أكون مخطئاً في جلّ ما أؤمن به. فأنا أستمر لأنني لا أكفّ عن وضع نفسي تحت طائلة الشكّ، وإن كنت آمل أن يكون ذلك في الوقت المناسب، ولست أرى في قدرتي على النأي بنفسي عن المخاطر في الوقت المناسب، أو في التخلّص السريع من الأكدار، أي تبرير لما أفعله أو أؤمن به. واعتقادي أنني لطالما كنت محظوظاً، غير أنني كففت منذ زمن بعيد عن اعتبار حظي علامة واضحة على حظوة إلهية. فقصوراتي وأخطائي كثيرة جداً وقد بتّ أعي هذه القصورات والأخطاء إلى الحدّ الذي يحول بيني وبين أن أؤمن أي إيمان بمثل هذه الفكرة السخيفة. وعقدة المخلّص لدي غالباً ما عملت على حمايتي مني، لأنَّ ما من أحد آخر يمكن أن يكون مهتماً بذلك أو نزّاعاً إليه.ـ

والحال، أنني لست مهتماً بخلاصي الذاتي بقدر ما أنا مهتم بخلاص البشرية، لكني أعتقد أنَّ كل واحد منا مسؤول في النهاية عن صنع مصيره. ويمكن لنا أن نقدم العون واحدنا للآخر، أجل، وينبغي أن نقوم بذلك، غير أن على كل واحد منا، في التحليل الأخير، أن يختار على نحوٍ مستقل ما إذا كان يرغب في أن يُساعَد أو يتلقى المساعدة. فخلاصنا كنوع هو مسؤولية فردية وجمعية على السواء، وهو مسعى إنساني تماماً، ومسعى لا نهاية له قطّ. أجل، على الرغم من كل ما في هذا العالم من ظلم، يبقى لدينا خيار، وتبقى لدينا القدرة على أن نختار. أما أن تكون لدينا الشجاعة، والإرادة، والثبات، والنسيج الأخلاقي، والروح المغامرة، والموقف المبدئي، والأساس المعرفي اللازم للاختيار، دَعْ عنك أن نختار ذلك الاختيار العارف الواعي، فتلك مسألة أخرى تماماً. وهي أيضاً، للأسف، مسألة وثيقة الصلة بالأزمة التي نتناولها.ـ

لا شكّ أن هنالك من حولنا كثيراً من المصالح المتضاربة، وكثيراً من الطمع، والجهل، وقليلاً من الحزم والإقدام، ورؤى مفرطة في راديكاليتها وكرهها للغريب، مما يحول دون أن يوافق أحدٌ أحداً، أو أن يختار أي خيار عقلاني. وإنني لأشكّ حقّاً في أن تكون البشرية قطّ قد اختارت خياراً جمعياً عقلانياً ومخططاً له. فالشعوب والدول لا تستطيع أن تختار خياراً عقلانياً قطّ إلا في أعقاب كارثة كبرى، وفي تلك اللحظات القليلة والنادرة من الرزانة المدفوعة بالمأساة، مع أن ذلك لا يكون في العادة إلا على أدنى الدرجات التي يمكن تصورها. ويبدو أن الكثير من العقل يضعف الروح الإنساني ويبلّده.ـ

بيد أننا إذا ما أردنا أن نضع الأمور في إطار أقلّ كلبيةً وَجَبَ علينا القول إنَّ الكثير من العقل يصطدم بما لدى الأنظمة الحاكمة من مصالح دائمة، ويقيّد خيال الجماهير المحدود على طول الخطّ، تلك الجماهير المنشغلة دوماً بحاجاتها ومطالبها، ويبذر الاضطراب في منظومات الاعتقاد الأساسية لدى النخب الدينية والفكرية، التي ستبقى ضروب العصاب لديها تنطلق من الحاجة لأن تشعر، وتدّعي، بأعلى ما تستطيع، أنّها صالحة وعلى صواب. وفي هذا الحال، فإن التوفيق وليس القبول هو أفضل ما يمكن تحقيقه في أي وقت. وقد لا يكون عصرنا هذا، للأسف، مناسباً للحلول التوفيقية.ـ

وإذاً، فما الذي يمكن للبشر الذي يعانون من عقدة المخلّص العميقة أن يفعلوه في هذه الأزمنة المضطربة؟ إنه ما يفعلونه في جميع الأزمنة الأخرى، كما أعتقد؛ أي أن يحملوا صلبانهم ويمضوا قُدُماً، فما الخيار الآخر الذي لديهم في حقيقة الأمر؟ فالصمت والتأمل الهادئ فيما يحيط بهم/بنا من جنون قد يلاءم النسّاك لا الهراطقة، الملائكة لا المخلّصين، الأشخاص ذوي الرؤية الواضحة لا الأرواح المعذَّبة. وأنا أعتقد أن العالم يحتاج الاثنين. وأعتقد أيضاً، سواء كان ذلك ادعاءاً أم لا، وافتراضاً أم لا، أنني أعلم موقعي المناسب من الإعراب في خضم هذا كلّه. ولطالما كنت كذلك.ـ

تعليقـــات

غسان كرم...ـ


عمّار، بعض الملاحظات وحسب على ما كتبته:ـ

(1)- فكرتك التي مفادها أن الأفعال الأنانية معاكسة بالضرورة للخير العام قد عارضها الكثيرون ومن الواضح أنَّ قلة فقط هي التي أيدتها. ولعلّ فكرة آدم سميث هي الفكرة التي تجسّد كبرى المعارضات، حيث يُعْتَبَر مفهومه عن "اليد الخفية" من أهم المبادئ في مجتمع حرّ. فهو يرى، كما تعلم، أننا لا نكف عن السعي وراء ما هو خيّر بالنسبة لنا كأفراد وأننا في سعينا وراء رفاهنا الشخصي نتصرف على نحوٍ يبتغي زيادة الخير العام؛ نتصرف كما لو أنَّ يداً خفية ترشدنا وتوجهنا. وهذه الفكرة التي ترى أن الخير الخاص ينسجم مع الخير العام هي الأساس الذي تقوم عليه الأسواق الحرة والرأسمالية.ـ

(2)- ما أثرته حول من هو البطل الحقيقي ممتاز. ونحن بحاجة دائمة لأن نتذكّر حقيقة أنَّ من يجترحون الأفعال البطولية إنما ينظرون إلى ذلك على أنّه أمر عادي ومتوقَّّع. فالمرء لا يخرج ساعياً وراء الأفعال البطولية لأنها ستكفّ عن كونها بطولية إذا ما فعل ذلك.ـ

(3)- أجل "أرواح الأبطال غالباً ما تكون مثقلة بالخطأ بل وبإحساس الهزيمة" وهذا ما ينبغي أن يكون. فإن لم يكونوا كذلك لن تكون ثمة حاجة لأفعالهم البطولية. فالبطولة لا حاجة لها إلا في عالم مثقل بالظلم والإهمال. وكلما زادت ألفتنا بأمارات العصر، زادت ملاحظتنا "مساوئ" هذا العالم وحكمنا على أنفسنا، كما قال ليوبولد، بأن نعيش في "عالم من الجراح".ـ

(4)- أخيراً، أعتقد أن البشرية سوف تكفّ عن الوجود إن لم تتخذ خيارات عقلانية مخطَّط لها. فلا خيار أمامنا سوى أن نقوم بذلك إذا ما أردنا البقاء كنوع. وعلاوةً على ذلك، فإنني لا أوافق على ما تقوله ضمنياً من أن الخيار العقلاني لا ينبغي أن يكون ذلك الخيار الذي يُتَّخَذ ردّاً على صعوبة ناشئة أو تطور ناشئ بل ينبغي أن يُتَّخَذ في فراغ. هل يمكن أن نختار مفترقاً في درب إن لم يكن ذلك المفترق موجوداً؟ـ

عمار...ـ

مرحباً غسان، أشكرك على ملاحظاتك الثاقبة. الحقيقة أنني لا أخالف فكرة سعي الفرد وراء مصلحته الشخصية، لكن لدي مشكلة مع فكرة اليد الخفية، لأن مثل هذا الاعتقاد هو بالضبط ما يخلق خلطاً في الذهن بين المصلحة الشخصية والصالح العام. وما لم يكن هنالك مقدار معين من الإرادة والتصميم على الموازنة بين الاثنين، فإنه لا بدّ من قيام تصادم بينهما. والإيمان باليد الخفية هو سبيل للتنصّل من مسؤوليتنا عن إقامة مثل هذا التوازن ومراقبة دوافعنا وأفعالنا وما يترتب عليها من نتائج، سواء كانت مقصودة أم لا.ـ

وإذا ما كان التاريخ قد علّمنا أي شيء عن أنفسنا فهو أنَّ قَدْراً مناسباً من الشكّ والارتياب في بواعثنا ودوافعنا الأساسية إنّما يفرضه نزوعنا إلى تفحّص العالم من منظار مصالحنا الخاصة دون أن نهتم كثيراً بإمكانية أن يكون لدى الآخر طريقته المختلفة في النظر إلى الأمور، نظراً لأهوائه وآرائه الخاصة. ومثل هذا الوضع يمكن أن يفضي بسهولة إلى صدام المصالح، دَعْ عنك صدام الأشخاص، وما لم نُعْمِل الفكر الثاقب هنا، فإنَّ ما من يد خفية سوف تحلّ ما ينطوي عليه هذا الوضع من مشكلات.ـ

أما بشأن نقطتك الثانية، فإنني لم أقصد أنَّ علينا أن نتّخذ خيارات في فراغ، وما أشرت إليه هو أنَّ المجتمعات والدول غالباً ما تنتظر، دون أية ضرورة، أن تحلّ الكوارث قبل أن تُدخِل أيّة تعديلات على بنياتها، وقناعاتها، وخياراتها. والكوارث غالباً ما يمكن درؤها وتلافيها، كما يمكن للمرء أن يراها قادمة على بعد ميل، لكن هذا بالضبط هو الموضع الذي يعمل فيه طمعنا على تكدير أحكامنا. والكوارث ليست شرطاً مسبقاً للخيار العقلاني، أما اليقظة فهي شرط مسبق لمثل هذا الخيار، وكذلك الكفاح المتواصل للموازنة بين المصالح الفردية والمصالح الجمعية لمختلف الجماعات مع الصالح العام الذي يطول الجميع.ـ

هاوي...ـ

عمارـ

سوف أعيد قراءة تعليقاتك، أما الآن فإليك هذه الردود وحسب:ـ

(1)- من الحسن أن نتكلم بين الحين والآخر بطريقة أشدّ فلسفية / كونيةً وأقل سياسية.ـ

(2)- قال لي أحد الأساتذة مرّة: "الشجاعة هي أن تفعل ما يخيفك بلا جزاء ولا شكورا"
(3)- بشأن البطل، لا يمكن إلاّ أن أوافقك الرأي. فمعظم الأبطال، الحاليين والتاريخيين، عادةً ما تكون قد أتيحت لهم لحظة أو مرحلة بارزة. وعندي... أنّ البطل هو إنسان لبق يكافح من أجل اللباقة... يومياً وعلى مدى طويل، ويضع نفسه تحت طائلة الشكّ، ويتحدى ذاته، دون جزاء ولا شكر و"يفعل الخير لأجل الخير".ـ

وعندي... أنَّ الخير والشرّ غالباً ما تغشاهما ظلال عديدة وهذا ما يجعل حياتي بالغة الصعوبة. أنت تذكر هذه الكلمات من فيلم "العازف على السقف": "يمكن للأمور أن تكون كذلك، ولكنها قد تكون غير ذلك، ومن ناحية أخرى...".ـ

والبشر غالباً ما يحبون من لديهم يقين وإيمان عظيمين بقضيتهم وعقيدتهم. ومن لديهم يقين شديد يثيرون رعبي. فهل الحياة حقاً بمثل هذا الوضوح؟ـ

لو أتيح لي أن أكون قائداً لكنت قائداً سيئاً، لأني كنت سأمضي عمري وأنا أقول: "هذا الرجل على حق، وذاك الرجل على حق، وقد يكون الأمر عير ذلك...".ـ

مبادئ أساسية... أجل؛ الحرية، اللطف، الكرم، الإنصاف، الاهتمام. لا تقتل، لا تعذّب، لا تأخذ ما يزيد كثيراً على حاجتك... شارك الآخرين. هذا واضح تماماً بالنسبة لي.ـ

على أية حال... لقد أحببت ما كتبتَه.ـ

أليكس...ـ

عمار، لست واثقاً من أنني فهمت كلّ ما قلته في هذه المادة التي تمثّل تحدّياً.ـ

مناقشة السياسة أمر أسهل.ـ

لكنني أشعر مع ذلك أن لدي بعض الأشياء لأقولها.ـ

التوازن هو الشيء الأمثل.ـ

لا يمكن للمرء أن يتصرف كبطل كل يوم طوال حياته.ـ

أحياناً، تحتاج لأن تقوم بأشياء "أنانية" تتمتع بها، وإلا لكان عليك أن تتساءل عن الحكمة في أن تكون بطلاً، أو ما إذا كان بمقدورك أن تواصل لعب هذا الدور، أو إن كنت مؤثِّراً في لعبك إياه...ـ

في بعض الأحيان لا يحتاج البشر إلى بطل ينقذهم من تلقي درسٍ قاسٍ، في بعض الأحيان يمكن أن ينتفعوا من خوض هذا الدرس والخروج منه بشيء يتعلمونه.ـ

غسان، لست واثقاً من أنني أوافقك على أنَّ الخير الخاص ينسجم بالضرورة مع الخير العام...ـ

لو كان المجتمع متجانساً وكان لدى الجميع تلك القيم المتطابقة، ربما لكان ذلك صحيحاً، ولكن بما أنَّ هنالك تنويعات لا حصر لها من الغايات والقيم، فقد يتداخل خيرنا الخاص، أو يتسق، مع "الخير العام" لجماعة أخرى مشابهة من البشر، إنما دون أن يكون كذلك مع الخير العام.ـ

2 Comments:

Blogger عشتار said...

لست متاكدة يا عمار كيف تولد البطولة الفردية او الجماعية في هذا المجتمع البطريركي المكبل بالموروثات والمحرمات ومفهوم العار والعيب والشرف الزائف
كنت قد نشرت مدونة باسم في انتظار غودو
http://orientaleve.blogspot.com/2006/09/blog-post.html


انقل هنا مقطع منها

في انتظار غودو , ماذا ننتظر لنصحو؟ ومن ننتظر لياتينا بالخلاص؟
امامنا الكثير من المعارك وكل معركة لا نخوضها هي معركة مؤجلة وميراثنا لاطفالنا
كل معركة لا نخوضها هي تعبير عن جبننا وانانيتنا
ومعركتنا الرئيسية هي معركة التحرير , تحرير الذات العربية

كيف يمكن ان تنهض بمجتمع نصفة مدثر بالسواد ولا يرى العالم الا من خلال فتحة صغيرة في نقاب
واي افاق سوف ترى تلك العينين واي افاق ستفتح تلك الام لاطفالها
وكيف يمكن ان يولد طفل عربي حر من بطن ام مستعبدة؟
وكيف تتحرر الذات العربية ونحن مكبلون بالعشائرية والقبلية والطائفية ومفهوم الشرف الزائف , العيب والعار والعورة
وكيف لا نفقد حواسنا ونحن مصابون بالحمى الدينية
نتربى على العجز , على الاتكالية, على الخنوع لسلطة العائلة وسلطة العشيرة وسلطة الدين وسلطة الحاكم
نكرة كل ما هو مختلف عنا ونرفض كل ما هو حضاري
يجب ان نحرر ذاتنا, تلك هي معركتنا الاساسية , بل اهم المعارك على الاطلاق وان لم نخضها ولم نخرج منها احرارا لن يكن بامكاننا خوض اي حرب اخرى

Tuesday, September 26, 2006  
Blogger Amarji said...

أسئلة في مكانها عزيزتي عشتار، ولا أدري لها جواباً غير الدعوة إلى السعي المستمر والدؤوب لتجربة مقاربات جديدة قد تنفع بعضها في الاستحواذ على اهتمام بعض النخب الشبابية المتميّزة.ـ

في الواقع، أعتقد أننا بحاجة إلى طرح نمط جديد من الانتماء والدعوة له بطريقة منهجية قد لا تختلف في أساسها عن الوسائل التبشيرية المتبعة عادة، لكن الاختلاف يكون في المنهج والرؤية وفي الاصرار على الأساليب السلمية الأكثر انفتاحاً نحو الآخر واحتراماً لحقوقه.ـ

علينا أن لا نطرح أنفسنا بخجل على الساحة، بل بثقة العارف (أو العارفة طبعاً)، لكن العارف هنا من نوع مختلف، فهو قادر على مراجعة ذاته وأساليبه وأفكاره في كل لحظة، لأنه يعرف أن قوته وقدرته على التعامل الفعّال مع المتغيّرات من حوله تكمن في هذه المراجعة، فهذا العارف لا يطرح عقيدة جديدة على الساحة، بل عقلية جديدة وروح جديدة وطريقة جديدة في التعامل مع الواقع بتعقيداته وتحوّلاته.ـ

Wednesday, September 27, 2006  

Post a Comment

<< Home